الأطفال أحب النعم التي أنعم الله بها على العوائل. وهم مصدر البركة والسعادة وأمل الأسرة. وهم رغبة الآباء والأمهات في ترك أثر للمستقبل وتخليد ذكراهم وإدامة أسرتهم ونسلهم. وهم كما وصفهم القرآن، قرة أعين وأمانة عظيمة. ومن المعلوم أن يرزق الزوجان أطفالا أو حرمانهما منهم، سبب من أسباب الامتحان في الدنيا.

كل طفل، قيمة إضافية وثروة للمجتمع كما أنه ثروة وقيمة للأسر. فالواجب مراعاة الطفل وحمياته وتربيته عن طريق أخذ حقوقه وحاجاته وقدراته بعين الاعتبار ليكون لبنة في بنية مجتمع المستقبل. وتعتبر المساعي والجهود التي تبذل في تربية الأطفال وتنشئة الأجيال، بمثابة الاستثمار لأجل مستقبل المجتمع.

وللأسف الشديد، يعاني كثير من الأطفال الحرمانَ بشأن الحاجات الأساسية، مثل الحرمان من المأوى والتغذية الكافية والرعاية الصحية والتربية والتعليم، إضافة إلى أن الظروف القاسية تثقل كاهلهم ويتعرضون لأعباء بدنية ومعنوية وروحية تفوق طاقاتهم. ويضيع الأطفال الذين هم مستقبل البشرية ويضلون بسبب الظلم والهمجية والحروب والعنف. ويتم تسليحهم من قبل تنظيمات إرهابية بعد تشويش وغسيل أدمغتهم الصافية والنقية فيمسكون بأيديهم السلاح في وقت يجب أن يمسكوا الأقلام والدفاتر لأجل التعليم. ويتوجه الأطفال المحرومون من الاهتمام الواجب والتربية والرعاية اللازمة إلى ممارسة سلوكيات ضارة، ويتعرضون لأنواع مختلفة من الإدمان الذي يسمم النفوس والأبدان أثناء التسلية ويشغلهم ساعات بانتصارات زائفة.

ووظيفتنا جميعا هو حماية الأطفال الذين جعلهم الله أمانة في أعناقنا ورعياتهم وإعدادهم بشكل سليم لبناء غد أفضل، وتقديم طرق وحلول جذرية في هذا الصدد. ونحن بحاجة ماسة إلى توفير دراسات وبحوث أكاديمية تتناول موضوع الأطفال وتربيتهم بالانطلاق من المصادر والثوابت الإسلامية، وترشد الأسر المسلمة والمؤسسات والأجهرة. وفي هذا السياق وفي الصعيدين الوطني والعالمي، يعد عقد الاجتماعات والبرامج والأعمال العلمية التي تتناول ماضي وحاضر ومستقبل الأطفال وتبحث جميع أبعاد الطفولة وتربية الجيل الجديد وفق هدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، من أهم الأمور. لذا سوف تنعقد ندوة عالمية بعنوان "نبينا والأطفال" خلال الفترة ما بين 06 و 08 نوفمبر 2020 من قبل رئاسة الشؤون الدينية التي حددت شعار هذه السنة لأسبوع المولد الشريف بـ "النبي والأطفال".